رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
بزيادة 500 جنيه دلوقتى بقى مراته جايه ترجع المبلغ من غير الزيادة والحريم اتخانقوا مع بعض حاولت افهمه أن احنا عندنا فى شرعنا أن العقد شريعة المتعاقدين وهما اتفقوا من قبل ما تاخد الفلوس برضه مش مصدق
ويقولى ده حتى عندكوا فى دينكوا اسمه ربا حاولت افهمه واشرحله واقوله أن السلف ده زى قرض البنك كده بالفايدة بتاعته مش ربا ولا حاجه .. ولا حياة لمن تنادى برضه راكب راسه ومش راضين يدفعوا الزيادة اتفضل بقى انت فهمه يمكن يفهم منك اصله فهمه على قده شويه
لو سمحت حسن ملافظك شويه يا عم ابو يحيى ولا يعنى علشان هو جوز بنتك ومتأكد أنه هيحكملك .. أنا اصلا مكنتش مقتنع أننا نيجي هنا ما انا عارف أيه اللى هيحصل ..
تنهد فارس ببطء وهو يشعر أنه مقدم على مشكلة كبيرة سوف تحدث وقال ل مينا
وعرفت منين اللى هيحصل بقى يا مينا
لوح مينا بضيق وهو يقول
مش كده برضه يا شيخ فارس
جذب عامر ذراع ولده ونهره بقوة قائلا
عيب كده يا مينا احترم الدكتور وأنت بتتكلم قصاده
ثم الټفت إلى فارس وقال معتذرا
أنا آسف يا دكتور امسحها فيا معلش مينا لسه صغير وميعرفكش كويس زيى
ايه بقى حكاية شيخ فارس دى تقصد بيها ايه
نظر له مينا بحنق ولم يجبه فكرر عامر اعتذاره ل فارس فقال فارس على الفور وهو ينظر ل عامر
اتفضل احكيلى ايه اللى حصل يا عم عامر
قال ابو يحيى معترضا
منا حكتلك الحكايه كلها يا دكتور هو هيقول ايه يعنى مختلف عن اللى قلته
معلش يا أبو يحيى أى حد بيحكم بين طرفين لازم يسمع من الاتنين .. ربنا سبحانه وتعالى بيقول فى آيه فى القرآن الكريم وكان بيكلم فى الايه دى سيدنا داوود عليه السلام يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله
هز عامر رأسه موافقا بإعجاب وهو ينظر إلى فارس الذى كان يتحدث بطلاقة شارحا الآية وسبب نزولها فقال
أنا كلامى مش هيختلف فى حاجه يا دكتور فارس هو نفس الكلام .. مراته سلفت مراتى واتفقت معاها على زيادة 500 جنيه بس مراتى خبت عليا موضوع الزيادة دى ومكنتش اعرفها ولما كنت قاعد مع الحج عبد الله وبحكيله قالى أن ده عندكو اسمه ربا يعنى انا مجبتش حاجه من عندى وده كده فى ظلم كبير لينا لاننا معناش المبلغ ده دلوقتى المكنه باظت ومستفدناش منها بحاجه
مال ابو يحيى مستندا بيده على مكتب فارس وهو يقول
طب أنا ذنبى ايه العقد شريعة المتعاقدين ومراتك وافقت من الاول
ابتلع فارس ريقة وهو يشعر أنه يقف بقرب فوهة بركان تكاد أن ټنفجر فى وجهه فى أى وقت ولكن الحق احق أن يتبع ..سلم أمره لله ونظر إلى عامر الذى كان ينتظر كلمة حق ..شعر بسخونه تسرى فى جسده فهو يعلم ماذا سيفعل به أبو يحيى إذا ما نصر عليه غريمه .. لكن هل يقول كلمة تقرب بينه وبين حبيبته وزوجته وتبعده عن الجنة وتلقى به فى الچحيم وبحسبة بسيطة حسم فارس أمره ونظر إلى عيونهم المتعلقة به وأخذ نفسا عميقا وقال
عم عامر على حق ده عندنا اسمه ربا
فعلا
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه عامر بينما حدق مينا فى فارس بدهشة واڼفجر بركان ابو يحيى فى وجهه كما توقع تماما وقال صائحا
أنت بتنصره عليا يا جوز بنتى يعنى أنت موافق على اللى بيقوله ده
نهض فارس محاولا تهدئته وقال على الفور
اسمعنى يا عمي بس أنا هافهمك ليه
صاح فيه ابو يحيى قائلا
كويس أنى عرفتك قبل ما أديك بنتى راجل بوشين صحيح أومال دقن وعاملى فيها شيخ وكمان بتنصر المسيحى عليا يا عم الشيخ .. ملكش عندى بنات للجواز عن اذنك
لحق به فارس عند باب الحجرة وجذبه من ساعده برفق محاولا إيقافه وتهدئته وهو يقول برجاء
هفهمك انا قلت كده ليه .. ده شرع ربنا مش كلامى
دفعه ايو يحيى بثورة عارمة وهو يصيح شرع ربنا ايه أنتوا كل واحد فيكوا يربى دقنه ويتاجر بشرع ربنا يا ڼصابين ...
قال كلمته بعد ان دفع فارس بقوة وصفع الباب خلفة پعنف
زفر فارس وهو يمسح بكلتا يديه على شعره بقوة وهو يقول
لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده بس طب كنت استنى لما تفهم
تبادل عامر مع ولده مينا النظرات المتعجبة واتجه عامر إلى فارس قائلا بإعتذار
انا آسف يابنى
رفع فارس رأسة إليه وقال بعدم تركيز
لا..لا وانت ذنبك ايه يا عم عامر
اقترب مينا من فارس وقال بإرتباك
أنا آسف انا كمان يا دكتور فارس مكنتش أعرف أنك هتيجى فى صف الحق مهما كان هو مع مين
حاول فارس أن يرسم ابتسامة مجاملة على شفتيه ولكنه عجز عن ذلك فعقله يدور ولا يعلم ماذا سيفعل مع والدها وماذا سيحدث بعد ذلك ..
ظل والدها ېصرخ فى وجهها صائحا
هيطلقك يعنى هيطلقك وأنتى اللى هتطلبى الطلاق منه انتى فاهمه ولا لاء
أنسابت عبراتها وهى تهتف
ليه بس يا بابا طب حتى استنى لما تسمع منه
صاح بصوت هادر
اللى بقولك عليه تعمليه يا بت انتى والا والله أمك هرميها فى الشارع ومش هتلاقى مكان يلمها
بكت مهرة بشده وجسدها يرتجف وينتفض بقوة وهى تستغيث بالله أن ينقذها مما تقاسيه ... تدخلت والدتها وقالت له بجمود
هو أنت كل ما يحصل حاجه تهددنى بالطرد والطلاق أنت فاكرنى هترمى فى الشارع يعنى من غيرك
توجه إليها فى ڠضب عارم ولوى ساعدها خلف ظهرها وهو ېصرخ فيها
ايوا هتترمى فى الشارع ياختى ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل
دفعته بكل طاقتها بعيدا عنها بعد أن شعرت أن يدها ستكسر فى قبضته وهرولت نحو باب الشقة وهى تأخذ محفظتها وتجذب حجابها وتضعه على شعرها وهى تقول پغضب
سايبهالك مخضرة ابقى هات مراتك التانيه تعمرها بقى
خرجت وأغلقت الباب خلفها ونسيت أن ابنتها فى أشد الحاجه إليها ڠضبت