الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 89 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


.. أول حاجه بتعملها أنها تحاول تخاليها تتعرف على رجاله أو شباب ليه عملت كده .. لأنها غارقانه فى المستنقع ده وده أول حاجه هتيجى على بالها .. اللى بيشتغل فى المخډرات أو بيتعاطاها لما بيحب يأذى واحد تانى بيعمل ايه .. 
يحاول يخاليه يتعاطى معاه ولو صاحبه رفض بيفكر يوديه فى داهيه ويحطله مخډرات ويبلغ عنه .. 

واحد بياخد رشوة ولما يحب يأذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا ..
واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر يأذيك فكر يأذيك بنفس الحاجه اللى هو دايس فيها .. 
فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئا هاما وقال 
الله يفتح عليك أنت فكرتنى بحاجه مهمه مكنتش واخد بالى منها 
أنتبهت حواس فارس وهو يقول 
افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز 
فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطة العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق 
أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطېر وأن نادر مش لوحده فيه ..المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان أثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده ...
زفر عمرو وهو يقول بضيق 
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون اتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامه بعينين حازمتين وقال بأصرار 
أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
وفى احد الايام وفى الصباح وقف فارس ينتظر مهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى اهداها إياها بمناسبة بداية عامها الدراسى الاول فى الجامعة .. نظرت إليه وابتسمت بخجل فقال وهو يتأملها بإعجاب وقال 
قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة 
لاء هو في دعاء للهدوم الجديدة
ابتسم وهو يومىء برأسه وقال 
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا جديدا فقالالحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع 
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض 
ليه دى جميلة اوى وواسعه أهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها 
ماهو علشان كده عاوزك تغيريها اصلها حلوه أوى عليكى وخاېف حد يبصلك 
ابتسمت وهى ممسكة بيده التى تداعبها وقالت بخجل 
يالا بقى هتأخر كده 
قال بحب 
اتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد 
انا بقى مبحبش الكوسة واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة اهتز لها قلبها عشقا ثم قال 
علاقتنا ! هو انتى مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل أصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف 
أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظاره وهو ينظر إليها شاعر بأحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم 
أنتى أتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء 
أبلة عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقه وهو يقول بتماسك 
كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى 
ضحكت وهى تقول 
ليه بقى
أومأ براسه وهو يغمض عينيه قائلا بمرح 
علشان أنا عارف أنها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجره ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الايام تفاجأ بدخول مهرة عليه المكتب 
وهى تقول بسعادة
يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال 
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده 
يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطعة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل 
وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. جذبها من يدها إلى أحد الاركان وقال بجدية 
فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح طفولى 
انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم 
قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وادتها العنوان وبس ..
قال بحدة 
أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس ادفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين 
قالت ببراءة 
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت به دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه ويعانقها على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى تملكه والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة 
بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة برأسها وهى تقول بطفولة 
هى كانت غالية عندى علشان هى منك أنت بس أنت عارف انى اصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفه إنك هترفض
اكتسى صوته عذوبة ورقة وهو يقول بامتنان 
بس أنتى مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقالت بخفوت دون أن تنظر إليه 
انا معنديش غيرك أنت يا فارس ...
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسمة .. 
دكتور فارس سيف الدين المحامى ..
ولكن أين يذهب فارس من اقداره هو مهرة فبعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد 
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسم .. 
دكتور فارس سيف الدين المحامى بالقضاء العالي ومجلس الدولة ..
ولكن أين يذهب فارس من أقداره هو ومهرة ... فبعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أيو يحيى والد مهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أعد أخيرا وذهبلى النيابة وأنهما لا بد أن يذهبا فى الغد للإطلاع عليه على الفور فقاطعه فارس وأنهى المكالمة سريعا ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيبا شديدا ولكن وجهيهما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران إلى بعضهما البعض شذرا .. 
فقال فارس على الفور 
خير يا جماعه ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدأ فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع.......
شوف يا فارس يابنى من مدة كدة مرات عامر كانت عاوزه تشترى مكنة خياطة ومعهاش المبلغ كله لجأت لمراتى التانيه وطلبتهم منها ومراتى اشترطت عليها أنها تردلها المبلغ بعد كام شهر بس
 

88  89  90 

انت في الصفحة 89 من 99 صفحات