رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
فقال
بصى يا ستى كان مرة الرسول عليه الصلاة والسلام ماشى وكان فى ناس ماشيين وراه بيتكلموا على واحد مش موجود كلام مش كويس بعد شويه الرسول عليه الصلاة والسلام شاف حمار مېت مرمى فى الطريق ... عمل ايه بقى الرسول علشان يعلمهم براحه
شاور على الحمار المېت ده وقالهم ياكلوا منه...وبعد ما الناس أستغربت وقالوا ..ازاى هناكل حمار مېت ..
وتتكلموا عليه كلام هو ميحبش حد يقولوا عليه
يعنى يا مهرة لو لقيتى حد بيتكلم على حد بحاجات هو ميحبهاش فى نفسه أتخيلى كده أنهم قاعدين ياكلوا لحم حمار مېت
وضعت مهرة يدها على فمها متقرفه ... وهى تقول
طب لو انا عملت كده أعمل ايه طيب
قولى استغفر الله وأستغفرى كتير ليكى وللى اتكلمتى عليها
قطبت والدته جبينها وهى تقول بأهتمام
بس يابنى اللى قاعدين قدام المحكمه دول علشان يشهدوا زور فى كل قضيه
مش المفروض يكون القاضى عارفهم أنهم شهود زور وحافظ شكلهم
أبتسم فارس وهو يقول
طبعا يا ماما القضاه حافظينهم دول داخلين خارجين عليهم كل يوم
طب ليه القاضى مايحبسهومش طالما عارفهم
يا ماما فى قضاه بيعملوا كده فعلا بس دول قليلين أوى لكن الاغلب بيمشى القضيه عادى
وفى نفسه بيقول وانا مالى مدام الاوراق مظبوطه قدامى
وضعت يدها على صدرها ثم قالت
بس ده يابنى حالف اليمين انه يبقى حقانى
قال فارس منفعلا
يا ماما ماهو الدكتور بيبقى حالف اليمين ورغم كده يعنى مبتسمعيش عن دكتور بيغتصب مريضه
القاضى فى الاخر بشړ والقضاء مهنه زى اى مهنه فى الدنيا فيها الكويس وفيها الۏحش
صلى فارس الجمعة ووقف يبحث بعينيه عن الشيخ بلال وأخيرا وجده فاقبل عليه مسرعا وصافحه بحراره فقال بلال
هو انا يابنى مش هشوفك غير فى المصاېب ولا أيه
ضحك فارس لدعابته وقال مدافعا
ضحك بلال وقال
أنا برضه بقول عليك بتاع مصلحتك..ها خير
شوف يا سيدى الحكاية بأختصار ..أخت خطيبة عمرو صاحبى وقعت من على السلم ورجلها أتكسرت
والدكتور قال لازم علاج طبيعى بعد ما تفك الجبس وأهى فكته من يومين ومن ساعتها وأحنا دايخين على دكتورة ست .. مش لاقين التخصص ده ستات خالص وبما أنك بقى دكتور علاج طبيعى يبقى مفيش
حاول بلال أن يتكلم رافضا ولكن فارس قاطعه بسرعه
أولا انا عارف أنك ملكش فى علاج الستات وبتتعامل مع الرجاله بس ..لكن والله ڠصب عننا ومفيش حل تانى يا أما ست يا أما دكتور نضمن خلقه وامانته
ثانيا انا عارف أنك شهم ومش هترضى نوديها عند أى دكتور منضمنوش
ده غير أنها رافضه تروح لدكتور لانها منتقبه ومش عاوزه راجل يلمسها يرضيك بقى يحصلها مشكله فى رجلها
أطرق بلال برأسه قليلا ليفكر فى الامر لقد كان الامر شبه مستحيل بالنسبة له أن يتعامل مع النساء
وخصوصا فى هذا المجال الذى يتطلب بعض اللمسات المباشرة ..فرفع راسه وقال متسائلا
قلتلى أنها رافضه تروح لدكتور راجل
أه والله يا بلال ده حتى لما رجلها أتكسرت وراحت المستشفى بدل ما ټعيط من الالم كانت بټعيط أن راجل شاف وشها
وصممت ان والدها يدخل معاها عند الدكتور علشان يجبسها وكل اللى كان مضايقها انه هيلمس رجلها
قال بلال بعفويه
هى منتقبه من زمان
نظر له فارس بدهشة وقال
افتكرتك هتسألنى على حالتها الصحيه
أنتبه بلال لسؤاله وقال مستدركا
طب ماهى هترفض تجيلى برضه مش بتقول رافضه تروح لدكتور راجل
أبتسم وهو يقول
لو وافقت هقول لباباها وهو هيتصرف ..وبعدين لما هتعرف أنك ملتزم أكيد هتوافق مفيش قدامها حل تانى
ماهو الدكتور خۏفها بعد ما فك الجبس وقالها لو معملتيش علاج طبيعى هيحصل تيبس للعضلات وضمور ومش هتعرفى تتحركى تانى
قطب بلال جبينه وهو يعقد ذراعيه امام صدره قائلا
قصدك يعنى ان انا اقل الضررين
وضع فارس يده على ذراعه قائلا بنفس الطريقه
بالظبط كده يا دكتور
أبتسم بلال قائلا
هاتهالى المركز بكره ..بس يكون والدها معاها
كانت عزة تجلس بجوار أختها عبير ظهرا وهى تساعدها فى ارتداء اسدال الصلاة فسمعت صوت رنين الهاتف فقالت عبير
روحى شوفى مين يا عزة خلاص هلف الطرحة واصلى
تركتها عزة وأتجهت للهاتف بعد أن ربتت على كتفها وأجابت على المتصل
السلام عليكم
أبتسم عمرو بتلقائية وهو يقول
وعليكم السلام ..هى النمرة غلط ولا ايه
قالت عزة باستغراب
لا يا عمرو النمرة مش غلط
أتسعت ابتسامته أكثر وأخفض صوته وهو يضع أصابعه على سماعة الهاتف قائلا
لما رديتى عليا وسمعت صوتك افتكرت انى اتصلت بمحل العصافير
أنتبهت عزة أنه يداعبها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الأبتسام ولكنها قالت بنرة جدية
خير يا عمرو فى حاجة
زفر عمرو بقوة شعرت بها عزة على الطرف الآخر وقال
أه فى طبعا أومال بتصل علشان اقولك وحشتينى مثلا .. لا يا ماما ده بعدك
أحمرت وجنتها وقالت بنبرة اكثر جدية
لو سمحت يا عمرو قول عاوز أيه وإلا هنادى ماما تكلمك هى بقى
قال على الفور
لالالا على ايه يا ستى ..بصى احنا الحمد لله لقينا دكتورعلاج طبيعى كويس أوى ومحترم جدا ومتدين وعلى فكرة هو مش بيتعامل مع ستات .. بس لما فارس قاله ان عبير مش عاوزه تروح لدكتور والكلام ده .. وافق طبعا بس عاوز والدك يروح معاها
قالت عزة بتلقائية وبدون تفكير
معرفتك ولا معرفة فارس
تغير صوت عمرو وقال بضيق
هتفرق معاكى مش كده ..
شعرت بالأرتباك وندمت على كلمتها ولكنها قالت بتماسك
لا مش قصدى .. قصدى يعنى.. أصلك بتقول متدين و.. محت
قاطعها پغضب وغيرة واضحة
وأنا معرفش حد متدين ومحترم .. لكن فارس يعرف مش كده.. مش ده قصدك
حاولت أن تتكلم ولكنه قاطعها مرة أخرى قائلا
عموما هكلم والدك لما ارجع من الشغل واديله التفاصيل والعنوان..سلام
أنهى عمرو المكالمة بعصبية ومسح رأسه پعنف حاول أن يعود إلى عمله ولكن أفكاره جميعها تشتت وغلب عليها عدم التركيز فترك القلم مرة أخرى ووضع رأسه بين يديه وأغمض عينيه واستسلم لشيطانه الذى أخذ يوسوس له ويؤكد له الفكرة التى زرعتها هى بكلمتها تلك ..
تناول القلم مرة أخرى ودون عنوان الدكتور بلال عليه ثم استأذن وانصرف مغادرا إلى منزل عزة صعد الدرج سريعا طرق الباب وانتظر بعيدا حتى فتحت والدتها الباب وقالت بترحاب لا يخلو من الدهشة
اهلا يا بشمهندس ..أتفضل يابنى
أخرج عمرو الورقة من جيبه ومد يده بها إليها وهو يقول
معلش يا طنط وقت تانى ان شاء الله .. ده عنوان دكتور علاج طبيعى كويس صاحب فارس مش صاحبى .. فارس كلمه على حالة عبير وهو مرحب بيها فى أى وقت بس لازم يكون والدها معاها.. والأشعة كلها
مدت يدها لتأخذها وهى تقول
يابنى تعالى مينفعش على السلم كده
قال وهو يتجه للسلم مسرعا
معلش اصلى مستعجل شوية ..سلام عليكم
عادت والدة عزة للداخل وهى تنظر أمامها متعجبة وتقول
سبحان الله ...!!
خرج زوجها من غرفة نومه بعد أن أنهى صلاته وقال وهو ينظر إليها
مين يا ام عبير
قالت زوجته وهى تنظر لعزة الجالسة أمام