رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
التلفاز شاردة
ده عمرو يا حاج
أنتبهت عزة والتفتت إليها وقال والدها متعجبا
ومدخلش ليه
نظرت والدتها إليها مرة أخرى باستفهام وقالت
مش عارفة يا حاج .. شكله كده مضايق من حاجة
ناولته الورقة وهى تقول
كان جايب عنوان دكتور علاج طبيعى لعبير وبيقولى انه صاحب فارس مش صاحبه هو
أخترقت الكلمة أذن عزة وشعرت أن الډماء ستنفجر من رأسها وقالت بداخلها وهى واجمة
هتفت عبير مستنكرة
أنا مش هروح يا بابا
نظر لها والدها بحدة لم تعتدها منه وقال
هتروحى يا عبير يعنى هتروحى ..ولا عاوزه يحصلك ضمور ومتتحركيش تانى
شعرت بالعبرات ټقتحم مجال رؤيتها لتعيقها عنه وهى تقول
يا بابا حضرتك عارف يعنى ايه علاج طبيعى .. يعنى ممكن يقول تدليلك وكلام فاضى يرضيك يعنى يا بابا واحد يقعد يدلك رجلى
عمرو لما اتصل قال انه متدين ومحترم ومش بيتعامل مع ستات أصلا لكن لما ..
وشعرت بغصة وهى تقول على مضض
لما فارس قاله انك مش عاوز تروحلى لدكتور راجل وان احنا مش لاقين دكتور مضمون وافق بصعوبة
نهض والدها وقال موجهأ حديثه لعبير
وقبل أن تتكلم قال آمرا
ومش عاوز كلمة زيادة
دخلت عبير مركز العلاج الطبيعى وهى تستند لذراعى والدها ووالدتها جلست تنتظر دورها بجوارهما فى قلق المكان حولهم ملىء بالرجال لا يوجد امرأة واحدة فى المركز شعرت پألم فى معدتها وحاولت أن تذكر الله مرارا حتى تهدأ نهض والدها وتحدث إلى الممرض ثم عاد وجلس بجوارهما مرة أخرى ومال عليهما قائلا
همست عبير مستنجدة به
بابا انا عاوزه اروح البيت
نظر لها محذرا وقال
عبير ايه شغل العيال ده
وأخيرا جاء دورها فى الدخول له ولم تكن تطأ إلى غرفته حتى اتسعت عيناها دهشة وهى تنظر إلى بلال ولحيته وسمته الظاهر غضت بصرها سريعا عنه وسمعت والدها يلقى السلام وسمعته يرد عليه السلام بود واحترام ثم هب بلال واقفا ووضع
جلس والديها على المقعدين المقابلين أمام مكتبه وهو ينظر إلى الأشعه بأمعان وتأمل دقيق ثم رفع رأسه بابتسامة عذبة وبشاشة قائلا
ماشاء الله نتيجة الأشعه ممتازة .. باذن الله كده الموضوع مش صعب خالص على فكرة ...متقلقوش يا جماعة خير إن شاء الله
ان شاء الله .. تسلم يا دكتور والله انت وشك فيه القبول
أردف زوجها على الفور
اه والله يا حجة معاكى حق
أبتسم بلال وهو ينظر للزوج قائلا
جزاكم الله خيرا والله ده من ذوقكم بس
تناول أحد الملفات الفارغة وهو يقول
انا هعملها ملف بحالتها فى الأول كده علشان نبقى متابعين التطورات أول بأول
لمعت عينيه بنظرة ذات مغزى وهو يدون البيانات تظاهر بالأستغراق فى كتابة البيانات ووالدها يمليه أسمها والعنوان ورقم الهاتف توقف فجأة عن الكتابة وسأل بشىء من الامبالاة قائلا
أكتب آنسه عبير ولا مدام عبير
قالت والدتها سريعا
آنسه عبير يا دكتور
دون بلال البيانات فقال والدها بتردد
هو العلاج الطبيعى ده بيبقى ازاى ..معلش يا دكتور أصلها بصراحة قلقانة أوى ومكنتش عاوزه تيجى علشان يعنى مش عاوزه حد يشوفها
قال بلال وهو ينهض ويتجه إليها قائلا
متقلقش يا حاج
وتناول مقعد صغير ووضعه بجوار مقعد الكشف الذى تجلس عليه عبير وما أن جلس عليه أمامها مباشرة وما أن شعرت عبير باقترابه حتى هتفت فجأة
مش هكشف ..مش هكشف انا عاوزه امشى ..روحنى يا بابا
هب والدها واقفا واقترب منها يهدأها بينما قال بلال له
لو سمحت يا حاج استنى شوية ..عاوز اتكلم مع الآنسه عبير
أومأ والدها برأسه موافقا له فاستند بلال بمرفقيه على قدميه وقال لها دون أن ينظر إليها
آنسه عبير.. لو سمحتى أهدى علشان اعرف افهمك طبيعة العلاج
غشيت الدموع عينيها ولم ترد وقالت بصوت متقطع
أنا عندى أموت ومفيش راجل يلمسنى
قال بجدية
يعنى عمرك ما روحتى لدكتور خالص
قالت بانفعال
الحمد لله عمرى ما تعبت إلا ولقيت دكتورة ست .. إلا المرة دى
قال مختبرا
اه بس ليه تتكسفى من الدكتور ده شغله يعنى مش أى راجل كده وخلاص
قالت بصوت متقطع من أثر البكاء
السيدة عائشة كانت بتشد ملابسها عليها وهى داخله الحجرة اللى ادفن فيها الرسول عليه الصلاة والسلام علشان عمر بن الخطاب كان مدفون جنبه.. يعنى كانت بتستحى من واحد مېت حضرتك بقى مش عاوزنى استحى من راجل عايش لمجرد أنه دكتور
أطرق بلال برأسه ولاحت أبتسامة رضا على شفتيه ثم قال بصوته العذب مطمئنا
حالتك أصلا مش محتاجة كشف.. يعنى أنا مكنتش هكشف عليكى اصلا .. زى ما قلتلك حالتك واضحة من الأشعة وكويسة أوى واحب اطمنك العلاج الطبيعى مش هيطول ومش هيحتاج ان راجل يلمسك ...ممكن تهدى بقى علشان نعرف نتفاهم
هدأت عبير قليلا وتبادل والدها ووالدتها النظرات القلقة من المرحلة القادمة نهض بلال واقفا وأبعد مقعده قليلا وقال بحزم
قومى اقفى لو سمحتى
نظرت إلى والدها الذى كان يقف بجوارها ومدت يدها له ليساعدها ولكن بلال أوقفها قائلا
لالالا محدش هيساعدك.. أنت هتقفى لوحدك
حاولت عبير النهوض وأخيرا نهضت بصعوبة وهى تتألم فقال بابتسامة
ماشاء الله مكنتش متوقع تجيبيها لوحدك فى الأول كده
ثم أشار إلى أحد الأجهزة بعيدا وقال
شايفة الجهاز ده.. روحى اقعدى على الكرسى اللى جانبه
كانت تمشى بصعوبة بالغة وهى تكتم آلامها بداخلها وأخيرا وصلت إليه وجلست بصعوبة وحدها أقترب منها وضغط أحد أزرار الجهاز وهو يقول
ده جهاز ممتاز أوى لحالتك ..يالا أرفعى رجلك وحطيها هنا تحت النور ده بالظبط ..
فعلت كما أمرها ثم قالت بتوتر
على فكرة لو هتقولى تدليك مش هعمله
أبتسم وهو يتجه لمكتبه وقال
تدليك ايه بس.. ده موضة قديمة فى العلاج
جلس خلف مكتبه وهو يكتب فى ملفها ميعاد أول الجلسات فقال والدها
هو العلاج ده هياخد كام جلسة يا دكتور
بلال
السؤال ده لسه شوية عليه يا حاج.. أحنا لسه بنقول يا هادى
وضعت عزة سماعة الهاتف فى يأس ونظرات الحزن تطل من عينيها وتفصح عن نفسها جلست والدتها بجوارها وهى تقول
مش عاوز يكلمك ليه
ألتفتت عزة لها متعجبة وقالت
هو مين ده يا ماما
خطيبك
مين اللى قالك كده يا ماما ده انا لسه كنت ...كنت بكلمه أهو
أمسكتها والدتها بكتفها ونظرت لعينيها بقوة قائلة
ماهو لو مقولتيش هروح أقول لبوكى وهو بقى يقررك بمعرفته
قالت والدتها هذه الكلمة وهمت بأن تنصرف ولكن عزة أمسكتها من يدها وانحنت تقبل كفها قائلة برجاء
لا يا ماما الله يخليكى بلاش تدخلى بابا فى الحكاية
أعتدلت أمها فى جلستها وهى تقول
قولى يا عزة ايه اللى حصل بينكوا .. اللى جه يدينى العنوان ده مش عمرو اللى احنا نعرفه ده كأنه واحد تانى وانا متأكدة أنك عملتى مصېبة
أطرقت عزة برأسها و روت لها بخفوت ما حدث وما قالت فى المكالمة الهاتفية التى كانت بينها وبين عمرو نظرت لها أمها بضيق وقالت پغضب
أنت يابت غبية ولا مبتفهميش
وضړبت على قدمها بانفعال وهى تقول
والله أعلم بقى فهم ايه دلوقتى .. ويمكن يروح يقول لأمه على