فاقت بقلم سهام العدل وداليا الشريف
خجلت ميار من نظرات آدم المتفحصة مما زاد من حمرة وجهها وشعرت بازدياد نبضات قلبها وسخونة تسري في أعصابها
أخذ آدم ميار من يد والدها بكل برود دون أن يبدي أي ردة فعل أو حتى يجاملها بكلمة
بعد حوالي ساعة في الطريق لشقة آدم لم يتكلم بحرفا وصلا العروسان فتح آدم الشقة ودخل وترك عروسه على الباب
هي
خلفه وأغلقت باب الشقة
ظلت واقفة خلف الباب في مدخل الشقة عدة دقائق لقد اختفي ادم عن عينيها
عاد آدم بعد أن تخلص من سترته لها بلامبالاة وقال لها انتي لسه واقفه عندك ليه تعالى ادخلي وأشار بيده على الغرفه التي خرجت منها وقال لها ادخلي غيري هدومك دي اوضه النوم
لم ترد عليه ميار وظلت واقفه تفرك يديها ممسكه بفستانها وتنظر الي الارض
انفعل آدم قائلا لها أنتي ايه طرشة ما بتسمعيش انا ما بحبش اكرر الكلمه مرتين
انتفضت ميار وشعرت بالړعب وقالت له حححا حاضر
دخلت ميار مهرولة الى غرفتها والدموع في عينيها واغلقت الباب خلفه وجلست علي على السرير تبكي قائلة لنفسها ايه اللي انا فيه ده معقول يكون ده
لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو جالس نهض من مجلسه وتوجهه ناحية غرفته وفتحها دون ان يطرق الباب وجد ميار تجلس على حافة الفراش وقد بدلت فستانها
نظره لها ادم ثم قال بسخريه ايه انتى مكسوفه ليه مش انتي كنت مخطوبه سنتين و مكتوب كتابك يعني حاجه مش جديده عليكي
أحس ادم ان اسلوبه الفظ سوف يجعله يخسر الكثير منه مم رتب له حاول آدم طمأنتها وقال لها خلاص اهدي وارتاحي علي اما اجيب لنا كوبايتين عصير واجي
قالت ميار لا خليك انت وانا اجيب لك تاكل واجهز لك اللي تحتاجه
احسست ميار ببعض السعادة تتسلل إلى روحها من بعض الحنان التي التمسته من آدم
عاد ادم سريعا وبيده صينية عليها كوبين من العصير ناول ميار إحداها اشربي كده روقي دمك ومش عايزك تتوتري ولا تقلقي من اي حاجه
نظرت له ميار نظره حانية وقالت له متشكره قوي ثم رفعتها علي فمها وشربتها
عاصم يا ساتر استر يا رب خير اللهم اجعله خير ثم فتح الخط وقال بتوتر ايوه يا ابني خير
عاصم طب بس طمني وقل لي في ايه الوقت متاخر ومش هعرف اجي لك
عاصم خلاص اهدي بس انا جاي لك حالا
حنان وقد نهضت قلقة من مكالمة زوج ابنتها في ايه يا عاصم طمني
عاصم بعصبيه مش عارف في ايه الظاهر فيه بلوة جوز بنتك عايزني حالا يا رب ما يكونش اللي في بالي استرنا من عندك يا رب ما بقتش ناقصه فضائح
الفصل الثاني
systemcodeadautoads
صړخت ميار من شدة تألمها آآآآآه سيب شعري انت بتعمل فيا كده ليه
آدم بانفعال انتي مش عارفة أنا بعمل فيكي كده ليه أنتوا بتخدعوني يابنت بتضحكوا عليا يا
ميار بدموع أنا مش فاهمة حاجة سيب شعري
آدم دلوقتي هتعرفي اما تغوري في داهية مع أبوكي اللي جاي يأخدك ودفعها بقوة فارتطمت في الحائط
الټفت له مذهولة بابا ليه انا عملت ايه اكيد انت فاهم غلط والله ماعملت حاجة
رن جرس الباب وذهب آدم ليفتح لعاصم والشرر يتطاير من عينيه
عاصم خير يا بني فيه ايه
ميار تفاجأت بفتح الباب ووجود أبيها وعلامات شړ الكون في عينيه با بابا انا والله ماعملت حاجة ولا فاهمة حاجة ارجوك يابابا اقف جمبي
صړخت ميار بقوة أنتوا مجانين أنا معملتش حاجة حرام عليكم حرام عليكم
باغت آدم شعور غريب ينبش في قلبه وكأنه يبحث عن الجزء الطيب الذي ماټ بداخله
أوقفه آدم استني سيبها
آدم بعصبية سيبها بقولك
أنا هاخدها واستر عرضك وهسافر بها
نظر له عاصم مذهولا يعني انت هتستر علينا وتخليها علي زمتك
آدم بتردد أأأيوة بس عندي شرط
عاصم شرط إيه
آدم تنسي إن لك بنت علي قيد الحياة وتفهم عيلتها كلها انها ماټت
عاصم هي فعلا ماټت بالنسبة لنا ربنا يسترك دنيا وآخرة يابني
وتركها عاصم وذهب والدموع في عينيه
وبعدما غادر عاصم نظر آدم لميار وجد وجهها مازال مستمرا وضاعت ملامحها إثر ركلة أبيها
آدم مهاب أنا محتاجك ضروري هات أدواتك وتعالي
مهاب خير ياآدم طنط تعبت تاني
آدم ماما سافرت من يومين بس تعالي وأنا هفهمك
مهاب حاضر أنا كان عندي نبطشية ليلية هسلمها وجاي مسافة السكة
آدم طب ياللا متتأخرش سلام
الټفت آدم لميار وجدها مازالت علي حالها بل تحولت عينيها اليمني لقطعة متورمة من اللون الأزرق
فتح دولابه وأتي بملابس وأزال عن ميار الملاءة وجد جسمها لايختلف حاله كثيرا عن وجهها بدأ يلبسها الملابس شيئا فشيء وذهب وأحضر طبقا فيه ماء دافئ وقطعة من القطن وبدأ ينظف وجهها
سمع جرس الباب يرن نهض وفتح الباب وجده مهاب كما توقع
مهاب ازيك يا آدم خير
آدم ازيك يا مهاب تعالي ادخل
أخذه آدم للغرفة التي فيها ميار نظر لها مهاب بذهول لها ثم لآدم
آدم اكشف عليها الأول واعمل لها اللازم وأنا هفهمك
بدأ مهاب بفحصها بعناية ثم اخرج هاتفه وطلب رقما ايوة يا محمود اكتب الأدوية دي عندك وابعتهالى على العنوان ده
بعد حوالي نصف ساعة كان مهاب قد أعطي ميار بعض الحقن بجانب المحلول الموجود أعلاها ويقطر ببطء في وريدها
خرج مهاب من الغرفة وجلس في الصالة تبعه آدم بعدما أغلق الغرفة بهدوء علي ميار
خلع مهاب سترته ووضعها جانبا ودخل المطبخ عاد بعد دقائق في يده فنجانين من القهوة وجد آدم نائما علي الأريكة ويديه الاثنان مربعتان فوق عينيه
مهاب قوم يا آدم اشرب القهوة عشان عايز اتكلم معاك شويه
نهض آدم من نومتها واعتدل جالسا وتناول القهوة من يد مهاب
بدأ آدم في ارتشاف القهوة ولم يتكلم
مهاب مين دي يا آدم وايه اللي عمل فيها كده
وضع آدم القهوة على المنضدة وقال دي مراتي
مهاب يفزع مراتك امتى ازاى ما انا لازم افهم
آدم مش قادر اتكلم في حاجه دلوقتي
مهاب يا ابني حاله الانسانه اللي جوه دي صعبه ولو دكتور ثاني هيضطر يبلغ لان دي طب مش عايز اعرف اتجوزتها امتى وازاي بس عايز اعرف ايه اللي عمل فيها كده
آدم ابوها اللي عمل فيها كده
مهاب ابوها ده مش بني ادم ده حيوان الانسانه اللي جوه دي محتاجه عناية و مستشفى بس لو اخذناها هيضطروا يبلغوا عشان حالتها من متبهدلة بسبب الضړب
آدم يعني هي مش هتفوق عشان معاد الطياره العصر
مهاب طياره ايه بحالتها دي ماينفعش تسافر وهي بالمنظر ده
آدم افهم يا غبي انا عندي شغل متعطل
وماما وايتن هيقلقوا لو مسافرتش علي الميعاد
مهاب على العموم انا اعطيت لها حقن وقف وهي قدامها ساعه بالكتير تفوق بس حتى لو فاقت الألم اللي في جسمها هيكون شديد بسبب الكلمات والضړب اللي هي تعرضت له
آدم مش مشكله الالم بس تمشي على رجليها على اما نركب الطياره
مهاب وبتقول على انا غبي والله انت اللي حيوان وما بتحس
آدم امشي ياض اطلع بره انا مش فايق لك
مهاب والله ما انا ماشي الا اما البنت دي تفوق
آدم خلاص خليك متنيل قاعد
مهاب بس انا جعان ما كلتش حاجه طول الليل وكنت سهران في المستشفى
آدم ما بتتغيرش كل همك على بطنك قوم شوف اي حاجه في الثلاجه اطفحها مش عايز صداع
هم مهاب واقفا وبينما هو في طريقه للمطبخ الټفت عملت ايه يا دومه في موضوع الشغل اللي قلت لك عليه
آدم انا كلمت رئيسي الشغل يشوف لك شغل واول مااوصل هشوف عمل لك ايه مع مدير المستشفى
مهاب طب يامهون عايز اخلص والله ياادم هنا مرمطة والمستشفى بتعطيني ملاليم خليني اقف علي رجلي وادخل دنيا واستت بقي اصل انتوا كده هتخللوني
آدم طب ماتتنيل وتتجوز ماانت عندك الشقة واتجوز علي ماتفتح عيادة
مهاب اطلع منها وشوف شغل وخليني اسافر وبعدين ابقي اتجوز
آدم بمكر أنت ممكن تشتغل هنا وهتبقى احسن بس أنا عارف أنت عايز تسافر ليه
مهاب اطلع منها انت ياناصح وخلص لي موضوع الشغل وموضوع الجواز هخلصه أنا بعدها
آدم مش هجوزهالك
مهاب مش بمزاجك ياآدم وطالما بتتكلم ع المكشوف يبقى افهم انها ملكي من يوم مافتحت عينها على الدنيا
آدم روح اطفح يازفت علي اما اشوف البلوة اللي جوه دي
دخل آدم الغرفة بهدوء وجد ميار لم تفق بعد ذهب إلي الكرسي الذي في ركن الغرفه وجلس عليه والتفكير يكاد يفتك رأسه في حيرة من أمره ماذا عساه فاعل بعد
بعد دقائق أفاقت ميار تأن من الۏجع انتبه إليها ولم يتحرك من مكانه ظلت تتوجع
حتى أفاقت تماما تنظر من حولها فلمحته في ركن الغرفه
ميار بۏجع هو أنا لسه عايشة ولا متت
نهض من جلسته واقترب منها قائلا عايشة ورحمتك من المۏت واخدتك من أبوكي اللي كان ناوي يقتلك
ميار بأنين واضح المۏت رحمة من اللي زيك وزي أبويا
آدم ما أنا عارف ان المۏت رحمة من اللي لسه هتشوفيه معايا اوعدك يا ميار المنزلاوي انك معايا هتتمني المۏت ومش هتنوليه
تركها ووقف علي الباب ينادي بعصبية مهاااب انت يازفت
جاء مهاب ومازال الاكل في فمه يتحدث بصعوبة ايه ياعم ماتهدي هو انا كنت شغال عندك ياجدع انت ېخرب بيت عصبيتك دي يااخي
آدم تعالي شوف المصېبة اللي فاقت دي
دخل مهاب وجد ميار قد فاقت والمحلول مازال يقطر
مهاب بابتسامة حمد الله على السلامة
جلس بجوارها علي السرير و أزال المحلول من يدها ومازالت تأن من الۏجع
مهاب حاسة بإيه
ميار والدموع تقطر من