الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية بقلم/ دنيا دندن

انت في الصفحة 5 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


وجلس على كرسيه بإهمال وقال بغلب ماشي يا فارس أنا المرة دي هننزل أدور عليها بنفسي كذا كذا مش واثق في حد 
أعجب فارس برده وقال تمام يا يوسف باشا أنا في انتظارك اقفل يوسف الهاتف ثم رماه دون مبالاة على المكتب نضر إلى صورتها التي يضعها في إطار على مكتبه وتمتم پألم وبعدين معاكي يا غزال فين أرضك ويا ترى بقيتي زي ما أنت ولا الزمن غيرك

على إثر كلماته المټألمة دخل صديقه المقرب جاويد نضر له بإمعان وقال ممازحا شهريار الولهان إيه مشقلب حالك حدق به بغلب قبل أن يقول أنا هنزل مصر أدور على زمرد 
تقدم جاويد وجلس على الكرسي مقابله وقال بتفكير ما أنت كل مرة بتدور عليها وعمرك ما جيت بنتيجة ثم استرسل موضحا بنت قاصر في نص الليالي أتوقع أي حاجة 
حدجه بنضرات حاړقة فقال جاويد بهدوء عارف إنك مش ممكن تصدق أنها ماټت بس يا بني كفاية إلى ضيعته من حياة وأنت بتدور عليها 
نضر له يوسف بعدم رضى وقال بضيق ممكن تخرس 
رفع جاويد يديه باستسلام يعلم تعلق صديقه بتلك الفتاة وقال أنا آسف يا سيدي وحقك عليا وإن شاء الله تلاقي الغزالة بتاعك 
تأفف يوسف بانزعاج قبل أن يقول الأحسن تسكت مش ثم إسترسل مستفهما هتنزل تشوف أهلك 
نضر له جاويد بضيق وقال أنزل ليه أنا هارب من ماضي مش محتاج أفتكره 
كان يوسف يتفحصه بدقة قبل أن يقول بحزم جاويد لازم ترجع لبلدك وتعترف بغلطك 
نفى برأسه
وقال بأسى البنت ماټت أنا هغير أيه 
تغيرت عيون جاويد للون الأحمر وقال بضيق بعد أن إستقام مغادرا كانت غلطة والبنت ماټت وأنا إتجوزت وخلفت ونسيت اللى حصل بطل تفكرني قال كلماته وخرج صاڤعا الباب بقوة جعلت يوسف يسبه بداخله
نهضت بهمة من على المقعد وقالت بينما تتحدث معه طالما الكل عارفين أني ولد لا أحد يقدر يطمع فيا وأنت عارف أخرت اللي يقرب مني يا عمي أقطعه بسناني 
ابتسم بيأس منها وقال الصبح بتتبهدلي في الطرق تصلحين العربيات وبالليل تشتغلين بتحرسيهم وفي الآخر بتنامي هنا في الجنينة إيه أخرتها معاكي 
نفت برأسها وقالت پضياع مش عارفة هدور على شغل اليوم عند أي ميكانيكي وأشوف لو ممكن يسبني أنام في المرآب عنده 
حدق بها بغيض مسترسلا حديته بجديه يا ابنتي هيحصل إيه لو أخدتي حتى اوضة في السطح تنامي فيها 
تأففت هي باتت تعلم حالها ووضعها الحرج بأنها لأتحمل هوية فأجابته بحنق كيف لحد يقبل أني أعيش في بيته من غير أوراق أو نسب
نضر لها باستعطاف وقال ارجعي الميتم يا بنتي أحسن ليكي من الإهانة دي 
ابتعدت عنه قليلا تمشط المكان بعيونها مردفه بينما تتفقد المكان من حولها سيبك مني أنا لو كنت محتاجة أبقى فيه مش مهرب منه ثم التفتت له وقالت بجدية غير أنا بقيت اثنتين وعشرين سنة يعني بلغت سن الرشد من زمان 
نضر لها لمدة قبل أن يقول بيأس أعمل فيك إيه ! رفعت كتفيها دون مبالاة وقالت ما فيش حاجة تعمله وبعدين عندي مهمة اليوم ولازم أروح أشوف سناء في الميتم لو ناقصها حاجة وبعدين أشوف كم عربية أصلحها وأجي هنا أناوب مكانك باليل 
حدق بها بسخط هي عنيدة لا تصغي لأحد تنهد مطولا وقال بهدوء مهما أقول مش ممكن تسمعي مني 
نفت برأسها مبتسمة عندي مسؤوليات كثيرة لازم أخذ الأكل للميتم الأولاد بيستنوني وسناء أنا اللي ليها وسندها بعد ربنا كل دول معتمدين عليا مش هقدر أسبهم 
أومأ برأسه ونضر لها كانت شاردة حدقت بطفل أمامها يحمله والده ويمزح معه تابعتهم عيونها إلا أن اشترى له والده بالونا جعل الصغير سعيدا ليحتضن والده بحب يشكره وينعم بحنانه استيقظت على صوت العم مرسي الذي ناداها لأكثر من مرة إلا أنها لم تجبه نضرة له شاردة وشعرت بالحزن وقالت اليوم ذكرى ۏفاة صابرة 
علت قسمات وجهه بالحزن وقال بعد أن جدبها لأحضانه وربت على ظهرها بحنان قائلا ربنا يرحمها ويصبرك على فراقها يا بنتي 
خدلتها دمعت سقطت من عيونها وقالت بعد أن ابتعدت عنه قليلا لازم أروح الآن وبعدين نتكلم غادرة من أمامه حتى لا تضعف وټنهار حصون قلبها الضعيف تنهد بيأس وأسى عليها تلك الفتاة التي وجدها ليلا مختبئة خلف الأشجار تبكي خوفا أخذ بيدها إلى الميتم الذي عاشت فيه لكنها لم تكمل ست أشهر حتى هربت منه مرة أخرى وبدأت تعمل وتتعلم كيفية الحصول على قوت يومها الآن أصبحت شابة لكن الماضي لا يزال يطاردها
تسللت إلى الداخل بعد أن قفزت من حائط المبنى دخلت بهدوء إلا أن أوقفها صوت حاد ثان يا زمرد الټفت بضيق وحدقة بمديرية الميتم مخټنقة أنتي مش بتنام ارحمي نفسك 
حدقت بها بسخرية ارحمينا أنت من الدخول شبه الحرامي 
تأففت زمرد بضيق قبل أن تقول طالما مسكتيني خدي دول للأولاد وانا هشوف سناء 
حدقت مديرة الميتم بتلك الأكياس المليئة والحلويات المختلفة أخدتهم منها وابتسمت مستحيل تبطلين عادتك 
هزت كتفيها دون اهتمام وقالت داء بيتي والأولاد دول عيلتي مش بصرف على حد غريب 
أومأت لها بامتنان قبل أن تقول هروح أجهز الأكل للأولاد أومأت لها وغادرة نحو غرفة سناء دقت الباب قبل أن تدخل نضرت إلى تلك الغافية على السرير المهترئ من شدة تعبها وذلك الفتى بجانبها ېصرخ من ألم
جوعه حملته زمرد واحتضنت وجهه تمسح دموعه قبل أن تأخذ حليبه وتجلس على السرير لتطعمه سكت الطفل وتناول حليبه بجوع ابتسمت بخفة على مظهره ومع انشغالها فتحت ذات العيون الخضراء عيونها بكسل ثم قالت بنوم بينما تعتدل جيتي 
رفعت عيونها وأومأت لها قائلة جيت يا سناء هانم بزمتك في أم
تنام وتسيب ابنها بعيط 
حدقت بها ونفخت وجنتيها المكتنزة بضيق في حين تشير إلى طفلها بانزعاج وبعدين يا زمرد الكائن دا حارمني من الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي وهي النوم 
حدقت بها بتهكم وقالت ساخرة لا بتتعبي آوي 
تنهدت بضيق وقالت بعد أن اقتربت منها زمرد عايزة اشتغل تعبت من القعدة 
نضرت لها ورفعت حاجبها بضيق وقالت والولد تسيبيه فين 
ابتسمت قائلة الحضانة ناخد بيت أنا وأنتي نعيش فيه ونشتغل ويوسف أسيبه في الحضانة 
حدقت بها بغيض وقالت من عيوني البيت دا نجيبه من فين يا ذكية زمانك لا أنتي ولا أنا معانا أوراق 
تنهدت بإحباط وقد ضهرت ملامح الأسى على وجهها وقالت بضيق والمفروض نعمل إيه لحد أمتي نبقى عايشين في الملجأ بالسر وأنتي بتنامي في الشارع
زفرت زمرد وقالت بتفكير ألاقي حل ولا يهمك 
رغما عنها تركتها زمرة التي ضحكت بأعلى صوتها و شاركتها سناء كدلك ارتمت كل واحدة 
ابتسمت زمرد قبل أن تعتدل وتستقيم من مجلسها وقالت بهدوء وانا بحبك يا سناء ثم حملت يوسف وقالت ممازحة وبحب يوسف ابتسمت سناء واستقامت مدت لها زمرد بابنها وقالت هروح ورايا مشوار افطري وخدي بالك من الأولاد أومأت لها بإيجاب وقالت بامتنان شكرا يا زمرد ابتسمت لها وغادرة بينما أمسكت سناء ابنها وقالت بلطف تعالى نفطر ونغلس على الأولاد ابتسم لها بود قبل أن تخرج من غرفتها
جلست على ركبتيها أمام قبر والدتها احتضنت تربتها كأنها تضمها سقطت دموعها بقوة وقالت بضعف وحشتيني يا صابرة وحشتيني يا أمي أنا كل يوم يفتكرك وبدعيلك بالرحمة مش ناسياكي وعمري ما أنساكي تعرفي أنا بقيت مسؤولة عن ولإد كثير الله وكيلك مرات بيتهد حيلي بس لازم أكمل مش عايزة البنات دول يحصل فيهم إلى حصل فيا زمان 
عارفة يا صابرة أنا متابعة أخبار راسخ وحدة بوحدة بنته كبرت وابنه كمان بحبهم كثير كل سنة بياخدوا صورة عائلية وبتنتشر في الجرائد اليوم عيد ميلاد بنته خلود كملت اثناشر سنه زي السن إلى طلعة فيه من البيت للشارع من غير أمان بس ولا يهمك بنتك كبرت وطلعت قدها . راسخ اختار مايسين حتى اليوم نفسه إلى ولدت فيه أنت سبتي الدنيا بسببه هو ومراته وبنته دي وربنا الغالي تعيش عشان أشوف فيه يوم زي اللي عمل فينا حرمنا من بعض فضل بنته عليا كنت فاكره بس عشان فارس ولد طلع المشكلة أني بنت صابرة
ثم أردفت بتساؤل مزق قلبها لأشلاء ماما ليه بابا مش بحبني ! إيه دنبي ! والله أنا كنت محتاجة حنانه وحبه ليا عمره ما كان أب ليا كان أب لأولاد مايسين بس حرمني من أبسط حق وجمد قلبه وسابني أطلع للشارع وحدي في نص اليالي طفلة مش فاهمة الحياة 
آفاقها من خيالها صوت سقوط مفاتيح على الأرض استوعبت نفسها ومكانها شعرت بالحزن أنها كانت تتخيل فقط ألقت نضرة حانية على قبر والدتهاو استقامت مغادرة تحمل طعن الفراق وألما حادا شديدا بالوجدان
 دون أن ينتبه سقطت مفاتيحه انحدر يوسف يلتقطها من على الأرض ثم رفع عيونه متوجها نحو الشاب الذي كان يجلس بجانب قبر صابرة ناداه بصوت عال 
تسمرت مكانها بعد أن أوقفها صوت مألوف تعرفه جيدا أنت ياولد استنى 
التفتت إلى مصدر الصوت لتجد صديق طفولتها يقف أمامها اندهشت غير مصدقة بوجوده حدق بها يوسف مدة قبل أن يقول باستفهام أنت مين ! 
نضرت له وأعادت نضراتها إلى قبر والدتها تحجرت الدموع بعيونها من شدة قهرها وحړقة فؤادها كيف لها أن تهمل والدتها التي تعشقها ثم حولت نضرتها له وقالت بهدوء دا واجب شرودها الدائم أثار ريبة يوسف الذي نضر لها بحيرة وقال بتساؤل أنت دائما بتجي هنا ! 
أومأت برأسها فاسترسل متسائلا عمرك شوفت بنت هنا ! رفعت حاجبها وقالت بتهكم وأنت مالك ياسطا ! 
حدق بها يوسف بضيق لأنه لم يرتح لمنضرها وتابع قوله القپر دا لإنسانة زي أمي الله يرحمها كان ليها بنت وهي أكيد بتجي تزورها 
هزت كتفها بعدم اهتمام وقالت دون مبالاة عمري شوفت حدا الله وكيلك في بس ولد بيجي يزورها ويمشي 
تنهد يوسف
بأسى على حاله وعلى غزاله الضائع وقال بينما يصفهما كما يتذكرها في مخيلته بنت سمرة ولون عينيها شبه الغزال ما بين الأزرق والأخضر وكل مرة عينيها بتبقى في لون على حسب نور الشمس 
خفق قلبها من كلماته ورمشت أهدابها غير مصدقة أنه لا يزال يتذكرها بل يبحث عنها غزال تلك الكلمة التي طالما ميزها بها عن غيرها نضرة له بعيونها العسلية وقالت بصوت جاهدة تحاول إخراجه جادا عمري شوفت حدا هنا
غير الولد اللي قولتلك عليه سلام يا باشا 
غادرت من أمامه
 

انت في الصفحة 5 من 34 صفحات