سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
اللي معاهم.. جبل اللي اتغير بسبب أنه حبك وأهو دلوقتي ما شاء الله عليه ربنا يهدي سره مع مراته
ابتسمت ساخرة ثم تفوهت قائلة
لو كان زي ما بتقولي كان حتى استقبلك استقبال عدل.. ده مش طايق يبص في وشك
اغتاظت الأخرى وهي تنظر إليها وكأن حديثها صحيح فهو حقا لا يطيق النظر إليها ولا يجيب على حديثها بأي رفق مما كان بينهم لن تقول حب أو غيره بل حتى رفق!
أنا عملت اللي عليا وقولت الكلمتين ولو عملتي غير اللي قولته أنا بنفسي هرميكي في النيل ومش هيهمني إذا نجيتي ولا لأ.. انتي مش أغلى منهم
استدارت تنظر إليها وهي تفتح باب الغرفة
فاهمه يا تمارا
أومأت إليها على مضض قائلة
ماشي يا مرات عمي..
خرجت زوجة عمها من الغرفة وتركتها وحدها تفكر فيما حدث منذ أن أتت! لقد كانت آتية معتقدة أنه إلى الآن لم يتزوج لم يحب لم تدلف حياته امرأة من بعدها! كانت آتية معتقدة أنها بمجرد ظهورها مرة أخرى سيقول هي بنا للزواج وستنفرج أساريره ولن يكون هناك أسعد منه ولكن من الواضح أنها أخطأت..
من الواضح أنه حقا تغير كثيرا شكله قد تغير أصبح أكثر
وقفت خلف القصر تنظر حولها ثم نظرت إلى الهاتف محاولة مرة أخرى أن تحدثه ولكنه لا يجيب زفرت الهواء من رئتيها
بضيق وأخفضت الهاتف ثم سارت خطوات تبتعد عن هنا لتعود إلى القصر مرة أخرى ولكنها فجأة وجدت من يسحبها من يدها ليدفعها إلى الخلف تتوارى عن الأنظار يلامس ظهرها السور وتنحصر بينه وبين الجسد الذي أمامها..
ارتعش جسدها وهي تنظر إليه باستغراب شديد حاولت رفع يدها الاثنين تبعده عنها ولكنه صدمها أكثر ووخز قلبها وروحها وهو يرفع عليها مدية يضعها في جانبها قائلا بغلظة وعڼف
حركة واحدة هعملك عاهة مستديمة.. اثبتي مش هناخد وقت كتير
كل هذا فقط حدث لها عندما أتت إلى هذه الجزيرة الملعۏنة.. وعندما قابلته وكنت له الحب بقلبها!..
كل هذا وأكثر أيها العاصم! أليس اسم عاصم يعني الحصن والملجأ الذي يحتمي به الإنسان من أي ضرر!.
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
الفصل_الثاني_عشر
ندا_حسن
الشعور بالانكسار قد يكون أبشع شعور على الإطلاق أن تكون شخص يشعر بأن هناك من يقف خلفك يشجعك على الاستمرار ويكن العون إليك.. والسند الذي تبغاه ثم فجأة تقف أمام ذئاب متوحشة في صحراء جرداء وحدك دون الحامي لك فتشعر أنك مجرد حتى من ملابسك.. فهذا انكسار!.. وهناك غيره أنواع متعددة..
كانت دمعاتها تتهاوى على وجنتيها بغزارة تقف مربطة بجسد متشنج تستند إلى ظهر السور تحاول دفعه للخلف لتبتعد عنه وهي تقول بتعلثم
أنت عايز مني ايه
عاد للخلف برأسه ومازال يقف