رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
الدكتور فارس سهر على القضية للفجر وتقريبا شبه موافق عليها يعنى حكاية المقابلة دى مسألة شكلية مش أكتر
نظر لها الرجل بتأثر وقال بامتنان
حقيقى يا أستاذة ... مش عارف اقولك ايه طمنتينى ربنا يطمن قلبك
قالت مؤكدة
إن شاء الله لما يرجع من الزيارة انا اللى هكلم حضرتك وأحدد مع حضرتك الأتعاب والمعاد اللى حضرتك هتجيلوا فيه
وبعدين يا وائل.. أنا قلقانه أوى .. أنا كل ده ولسه مش عارفة أيه اللى هيحصل .. نفرض رفضها فعلا
قال وائل بثقة
الأستاذ باسم مستنى منك مكالمة.. بعد ما تعرفى قرار الدكتور فارس وساعتها هيقولك هيعمل ايه بالظبط.
بادلته همسا بهمس وهى تقول پسكينة
كل مرة بقول أذكار الصباح فى السرير بتروح عليا نومه قبل ما اخلصها فقلت اقولها هنا علشان كمان ابقى مركزة فيها ...
ثم أردفت متسائلة
مش قلت هتدى درس بعد الصلاة
ظهر الحزن على وجهه وهو يقول
ثم أردف متهكما بسخرية حزينة
الرقاصة فى الكباريهات محدش بيقدر يمنعها من اللى بتعمله لكن أحنا لما نيجى نتكلم عن الله يمنعونا ويقفلوا المساجد بعد الصلاة على طول
ربتت على وجنته وقالت بهدوء
متزعلش نفسك كده يا حبيبى أنت ناسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال
0 بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء
أحنا بقينا غرب فى بلدنا يا عبير أول ما الواحد يربى لحيته يبتدى الاضطهاد ويبتدوا يحاصروه فى كل مكان فى المسجد وفى الشغل وفى كل حته تبتدى المضايقات ... كأن التأسى بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام بقت تهمة المفروض الواحد يتعاقب عليها
حاولت أن تضفى بعض من المرح عليه فغيرت مجرى الحديث وقالت مداعبة
أستجاب لمداعبتها وأبتسم بمرح وقال
ناوى أدشدشهم طبعا
تحسست ذراعيه بإعجاب وهى تقول ضاحكة
أنا متأكده أنك هدشدهم بضمير
خلل أصابعه بين خصلات شعرها و همس فى أذنها قائلا
فكرتينى بالضمير ..الولاد لسه نايمين مش كده !
طيب هسيبكوا أنا شوية يا متر علشان تعرفوا تتكلموا
قال الضابط هذه العبارة وهو ينهض من خلف مكتبه ويأخذ هاتفه واتجه خارج مكتبة .. أنتظر فارس حتى خرج الضابط وأغلق الباب خلفه فالټفت إلى الشاب الذى وقف أمامه مطرقا برأسه فى حزن وقال وهو يشير له بالجلوس
أقعد يا هانى
جلس هانى ببطء وبدون أن يرفع رأسه أو ينطق ببنت شفة ..تفرس فيه فارس مليا وقرأ بسهولة تعبيرات الحزن والوجوم فى ملامحه الشاحبة المترقبة ..لايبدو عليه الإجرام أبدا على العكس تماما وجهه فيه من البراءة ما فيه ..حاول فارس أن يقرأ لغة جسده فلكل جسد لغة من الممكن ان تكشف عن مكنونات مشاعره أثناء الحديث ..صمت فارس برهة من الوقت لكى يجعله يتوتر أكثر ويسهل استدراجه وقاطعا عنه أى اسلوب للمراوغة من الممكن أن يلجأ إليه ثم قال فجأة
أنا عارف أنك مكنش قدامك حل تانى ..!
رفع هانى رأسه بحذر ناظرا إلى فارس الذى مال للأمام مقتحما عينيه و تكلم وكأنه رآه يوم الحاډث رأى العين وأردف قائلا بثقة
كانت بتهددك كنت هتعمل أيه يعنى غير كده
حدق هانى فيه مندهشا وقال متعجبا
عرفت ازاى أنها كانت بتهددنى !
قال فارس بهدوء وتركيز
أحكيلى كل حاجة وانا هقولك عرفت ازاى
نظر له هانى وهو يفرك كفيه فى اضطراب وتوتر كبيرين وقال متلعثما
زى ما انت قلت مكنش فى أيدى حل تانى.. كانت عمالة تهددنى أنها تفضحنى فى كل حتة وتقول لابويا وانا خلاص كنت هتعين فى السلك الدبلوماسى وأى قلق كان هيحصل حواليا كان هيطير مني الشغلانة اللى كنت بحلم بيها طول عمرى..
ثم بدأ فى البكاء وهو يرتعش قائلا
صدقنى أنا عمرى ما كنت احلم انى اعمل فيها كده.. بس هى اللى اضطرتنى ..
ډفن وجهه بين كفيه وهو يرتعش بقوة ويقول
أنا مكنش قصدى اموتها أنا كنت عاوزها تسقط بس وخلاص.. مكنتش اعرف انها ھتموت
سايره فارس فى الحديث وهو يربط على ساقه مهدئا وقال
أهدى بس يا هانى أهدى .. أنا فاهمك طبعا بس انت أيه اللى خلاك من الأول تعرف الاشكال دى يا أخى
جفف هانى دموعه ولكنه مازال يتلعثم وهو يتحدث من فرط الاضطراب فهذه أول مرة يعترف بها بما فعل وقال
كانت زميلتى فى الكلية وأعجبنا ببعض لحد ما صارحنا بعض بالحب وكنا متفقين أن محدش يعرف بعلاقتنا دلوقتى وكانت علاقتنا علاقة حب بريئة ..وبعد شويه صرحتنى أنها حكت لاختها الكبيرة وأختها كانت متفاهمة معاها حتى ساعات ..ساعات كانت بتخرج معانا وكانت متصورة كده
أن علاقتنا بقت شبه رسمية وبقت مطمنة أكتر معايا ...
فى الأول كانت بتحاسب أوى على كل لمسة بينى وبينها وبترفض لكن بعد ما اختها الكبيرة عرفت ورحبت وهى من ساعتها وهى معتبرة علاقتنا رسمية .. وابتدت التنازلات بينا لحد ما حصل اللى حصل ..وجات قالتلى أنها حامل ..وفضلت شهر بحاله أحاول أتهرب منها ..
ألتقط أنفاسه بصعوبة وهو يتابع قائلا
لحد ما هددتنى وقالتلى انها هتفضحنى فى كل حته وتبلغ ابويا ..
أجهش فى البكاء عندما وصل لهذه النقطة وهو يقول
مفكرتش ..معرفتش أفكر فى حاجة غير أنى اخلص من تهدديها بس.. مكنتش اقصد صدقنى
أغمض فارس عينيه پألم وقد تيقن من أدانته ..ها هو يتجسد أمامه مثالا لعقد الحړام عندما يقطع فتنفرط حباته حبة تلو الأخرى بسرعة كبيرة لا نستطيع اللحاق بها أو جمعها.
تركه فارس يبكى ويعضه الندم على ما فعل حتى بدأ يهدأ ويسكن جسده المنتفض ثم قال
علشان كده أنكرت أنك تعرفها مش كده
رفع هانى كتفيه بحركة عصبية وهو يقول بأنفاس لاهثة
اومال كنت هعمل ايه كان لازم أنكر وكدبت الشهود اللى شافوا الحاډثة وكدبت أختها لما قالت انها تعرفنى ...خفت اقول الحقيقة .. خفت يعدمونى
أخذ فارس كفه وقبض عليه بقوة وهو ينظر له بصرامة قائلا
ومخفتش من ربنا ! .. إنت ممكن تاخد براءة وبعدين ټموت عادى فى بيتك
ثم وضع أصبعه على صدره وضغطه وهو يقول
هتروحله ازاى وانت هاتك عرض واحدة ومش هى عايشة وبس لاء وهى مېتة كمان
حدق