رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
قائلة بحنق
وانت مبتشوفش يعنى
بينما قال بلال بسرعة
خلاص يا كابتن حصل خير ..خلاص يا مهرة
قالت عبير بتلقائية
خلاص بقى يا مهرة محصلش حاجة
اقترب بلال من عبير وهمس فى اذنها
مش قلت محبش راجل غريب يسمع صوتك ..ماشى لما نطلع بيتنا بس
أبتسمت عبير بصمت فهى مازالت وستظل تحب غيرته عليها حتى من أن يستمع رجل غريب لصوتها فقط .. نظر علاء إلى مهرة وقال بإعجاب
نهره بلال على الفور وهو يأخذ بيديه للأسفل قائلا
بقولك ايه يا كابتن .. أنت هتعاكسها قدامى كمان طب احترمنى على الأقل يا أخى
همس علاء فى أذنه قائلا
هى تقربلك ولا ايه
قال بلال وهو يعبر به باب البناية قائلا
حاجة زى كده ..وبعدين وانت مالك
وفى أحد الليإلى افترش فارس الأرض بعيدا عن الفراش ووضع وسادته واستلقى بجسده المنهك وأغمض عينيه فى أنهاك شديد تحت عينيى دنيا المتابعة له وهى جالسة على الفراش ترقبه وقد عزمت على تنفيذ ما قررته وأن تستعيد مكانتها لديه ثانية نهضت من فراشها وتعطرت وارتدت ثيابا مكشوفة وجلست على الأرض بجواره واتكأت على طرف وسادته لينفذ عطرها لأنفه رغما عنه وقالت بدلال
مش متجوزين ولا ايه
قال بجدية دون أن يفتح عينيه
أنا حذرتك قبل كده يا دنيا .. أرجعى على سريرك وابعدى عنى
غلفت صوتها بنبرة ناعمة وهى تتلمس خصلات شعره
ولو مبعدتش هتعمل ايه
فتح عينيه وألتفت إليها بعصبية وقال پغضب
هتشوفى فارس اللى عمرك ما شوفتيه قبل كده ..
والكام شهر اللى هتقعدي على ذمتى فيهم تتجنبينى خالص وتبطلى محاولاتك دى علشان أنا بحس بقرف لما بتقربى مني
ألقى عليها نظرة احتقار أخيرة وأغمض عينيه ثانية وولاها ظهره غير مباليا بها نظرت إليه پغضب وحقد شديد وهبت واقفة فى عصبية كبيرة وبدلت ملابسها ونامت وهى تعض على يديها من كثرة الغيظ والغل !
حاول أن تمحى من أفكارها كل ماهو ليس له علافة بمستقبلها ومذاكرتها وتتعايش مع الواقع بشكل أكثر حسمأ وواقعية ولكن الواقع هو الذى لم يتركها لشأنها كثيرا تزوج والدها بامرأة أخرى وأصبح أكثر أهمالا لهم ماديا ومعنويا ولم يكن هذا هو العبء الوحيد عليها وأنما لحق به عبأ آخر بدأ العرسان يتوافدون عليها وبدأت هى الصراع فى الرفض دائما مماجعل والدها يزداد سخطا عليها وعلى رفضها المستمر بدون أسباب حتى كانت الطامة الكبرى بالنسبة لها وتقدم للزواج منها أحد الأشخاص الذين يصعب على والدها الإنصياع إليها ولم يقتنع باسبابها ولكنها أصرت مما جعله يضربها لأول مرة ...وأخيرا أضطر والدها إلى الأستماع إلى رأى زوجته أم يحيى واللجوء إلى الشخص الوحيد الذى يظن الجميع أنه يمكن له أن يقنعها بالموافقة فتح فارس باب منزله ليجد أمامه والد مهرة ثائرا جدا و لكنه قال بحرج
قال فارس بدهشة متسائلا
طيب اتفضل شوية مينفعش من على الباب كده
معلش يا أستاذنا مش هينفع
أومأ فارس برأسه وقد بدأ القلق يتسرب لنفسه وقال
حاضر ثوانى هغير واجى معاك
بدل ملابسه سريعا وهو يشعر بقلق بالغ وتوجه إلى والدته بالمطبخ يخبرها بالأمر ثم
بص بقى يا أستاذ فارس البت دى غلبتنى وطلعت عينى وبصراحة كده امها شارت عليا ان مفيش حد غيرك هيقنعها ويخليها تغير رأيها بما أنك مربيها ومن صغرها وهى بتسمع كلامك
عقد فارس بين حاجبيه وقال بقلق
فى ايه طيب فهمنى
لوح الرجل بيديه وقال بعصبية
مال فارس للأمام واستند بمرفقيه على قدمه وفرك كفيه فى توتر وقال
مهرة لسه صغيرة
قال والدها بحنق
وأيه المشكلة .. هى يعنى هتجوز النهاردة ..الراجل عاوز يكتب الكتاب بس
حك فارس ذقنه بعصبية وقال متهكما
ياه كمان عاوز يكتب الكتاب مش يخطب .. ده شكله مستعجل على كده
هيخطب ليه .. ده جاهز من مجاميعه ومش عاوز مننا حاجة خالص ولا حتى شنطة هدومها
زاد اضطرابه وتوتره وتعرقت يديه بشدة وقال محاولا التحكم بعصبيته
اه علشان كده بقى
دخلت أم يحيى وقدمت له الشاى قائلة
والله يا أستاذ فارس شاب يفرح ويشرح القلب ومن ساعة ما شفها عند الدكتور بلال وهو هيتجنن عليها.. وهى دماغها ناشفة
ثم توجهت للخارج وهى تقول
انا هناديهالك وانت بقى تحاول تاثر عليها.. أنا عارفة انها بتسمع كلامك
دخلت أم مهرة غرفتها وقالت لها بلهفة
قومى بسرعة أستاذ فارس عاوزك بره
نهضت مهرة من خلف مكتبها الصغير وهى تحدق بوالدتها وقالت بحزن
جاى يقنعنى انى اوافق على العريس.. مش كدة
أومأت أمها برأسها وقالت مؤكدة
أومال معطل نفسه وطالع مع ابوكى ليه .. وبعدين يا مهرة خلى بالك لو فضلتى رافضة ابوكى هيبهدلنا ويمكن يطلقنى يابنتى .. يرضيكى امك تطلق على كبر كده
زاغت نظراتها وهى تجلس على مقعدها مرة أخرى ترمى بثقل جسدها عليه دفعة واحدة بعد ان خذلتها قدميها وقد شعرت أن الألم يعتصر قلبها اعتصارا محاولا أن يتخلص من هذا الرجل الذى طالما أحبه وعشق كل سكناته وخلجاته وحروف كلماته وضحكاته بل وآلامه وأحزانه خرجت كلماتها بصعوبة بعد أن بللت الدموع شفاهها وقالت
قوليلوا مفيش داعى يتعب نفسه يا ماما ..أنا خلاص موافقة
خرجت أم يحيى من غرفة ابنتها وهى تطلق الزغاريد فنهض فارس ووالدها متسائلين فقالت أم يحيى بسعادة كبيرة
بركاتك يا أستاذ فارس .. أول ما خطيت بيتنا عنادها اتفك
ونظرت إلى زوجها قائلة
كلم العريس وقوله البت وافقت يا ابو العروسة
خفق قلبه بقوة وهو ينظر إليها مشدوها قائلا
هى قالتك انها موافقة يا ام يحيى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
طبعا يا أستاذ فارس موافقة
توجه والد مهرة إلى الهاتف بينما شعرهو أن الدنيا تميد به وأنه يتنفس من ثقب أبرة لا تروى ظمأ رأتيه فاتجه إلى الباب خارجا وهو يتمتم غاضبا
مبروك
عاد الفارس مهزوما إلى شقته ولكن غاضبا لأقصى حد فتح الباب پعنف وأغلقه خلفه بقوة خرجت والدته من المطبخ فزعة ورأته غاضبا بشدة لا يرد عليها ودخل إلى الحمام وضع رأسه تحت الصنبور لعله يطفأ الڼار التى نشبت برأسه وهو لا يدرى مصدر الڼار الحقيقية وقفت والدته بجواره ترجوه أن يتحدث ويخبرها ما به وأخيرا أغلق الصنبور واعتدل واقفا وهو يتكأ على الحائط أمامه بكلتا يديه ناظرا لوجه بالمرآة والمياه تقطر من كل مكان بوجهه وشعره لټغرق ملابسه قائلا
هتتجوز ..
رفعت والدته حاجبيها دهشة وهى تقول
هى مين يابنى
وفجأة انقلب الصمت إلى زوبعة شديدة تتلوها الأعاصير تترا وأخذ يهدر فى ڠضب شديد
خلاص مبقاش ليا لازمة عندها .. أنا بقيت ولا حاجة عند الهانم.. رايحة تقرر وتوافق من غير ما ترجعلى
خرج من الحمام متوجها إلى المائدة وراح يركل المقاعد واحدا تلو