رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
أمرك بيها وأستحلتها كزوجه بعد ما وافقت عليها ومضيت على كده
زفر الرجل فى ضيق وهتف به
بقولك ايه يا استاذ انا مش جاى هنا أسمع مواعظ ..هما كلمتين هتظبطلى القضيه دى ولا مش هتعرف ...
ثم اردف بسرعه ..
ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ...ها قلت ايه
قلت أن حضرت مقرتش اليافطه اللى على المكتب بره كويس ...ده مكتب محاماه مش شقة دعاره
نظر له الرجل بدهشه وقد بدت علامات العبوس على وجهه فتابع فارس قائلا
أه والله مش مصدق ولا ايه ...ماهو أنا لو وافقت على اللى بتقوله
يبقى مراتك دخلت عندنا شريفه وطلعت من عندنا مشيها بطال ...تبقى شقة دعاره ولا لاء
أتفضل حضرتك شوفلك حد تانى يلوث سمعة مراتك ولو كمان كسبت القضيه تبقى علمت على عيالك انهم ولاد حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده...
بس خلى بالك أنت كده بتقذفها فى شرفها وكمان بشهود زور...يعنى حسابك عند ربنا مش بس عقۏبة القڈف لالا دى كمان شهاده زور وتحريض على شهاده الزور ...
يعنى حسابك هيتقل اوى يا باشا وبلغة القانون الوضعى ..أعدام ...والاعډام بتاع الاخره .. على جنهم عدل بس ده بقى يا حلو مالوش نهايه ..عرض مفتوح يعنى
ظل الرجل ينظر لفارس ويحدق به وهو يتحدث حتى أنتهى من حديثه ثم جذب الملف من يده وهو يشعر بالتوتر من كلماته والارتباك وقال متلعثما وهو يغادر بسرعه
أنصرف الرجل وجلس فارس خلف مكتبه وهو يضع راسه بين كفيه قائلا باسى
لا حول ولا قوة الا بالله معقوله توصل للدرجادى
دخلت دنيا مسرعة وقالت بلهفه
أيوا كده يا فارس هو ده الشغل ..ها ظبطت الراجل وهتشتغل انت القضيه دى لحسابك صح ..
رفع رأسه إليها وهو يقول بحزن
لاء طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز ايه
ليه يا فارس ليه دى فرصه جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشه ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء
لاء ويقولى خد القضيه لحسابك ... فاكرنى على اخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضيه الا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه ..
لم تكن هى الوحيده التى أعجبت به بل كانت نورا ايضا التى كانت تقف تنظر إليه بأحترام شديد ..
حانت منه ألتفاته إليها أنتزعتها من أفكارها وقالت بسرعه
الدكتور حمدى عاوزك فى مكتبه..وأنصرفت على الفور
نظر فارس الى وجه الدكتور حمدى فوجده مازال محتقنا بالډماء من كثرة غضبه وأنفعاله فقال
أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
قال الدكتور
حمدى بعصبيه وهو يضرب سطح المكتب بقبضته
شفت الراجل الوقح ده كان عاوز ايه
أومأ فارس مجيبا وهو يقول
أيوا يا دكتور وعموما أنا أديته اللى فيه النصيب ومشى
نظر إليه حمدى مستفهما فقال فارس
أديته كلمتين فى عضمه يمكن يفوقوه ويفكروه ان فى آخره وعذاب وحساب من ربنا
ضړب حمدى كفيه ببعضهما وهو يهتف متعجبا
لاء ومش دى المصېبه يا فارس أنى كنت فاكر انى مشغل معايا ناس عندهم ضمير
لكن للأسف الكام محامى اللى شفتهم بره بيهدوه كانوا موجودين ويقولولى وفيها ايه يا دكتور ده شغل ..
تخيل يا فارس انا على أخر الزمن اشتغل بالطريقه دى
نهض فارسا واقفا بقلق وهو يقول
أنا هروح اجيب لحضرتك كوبايه مايه
أشار إليه حمدى مستوقفا أياه وهو يقول
لا متقلقش يا فارس..أنا خلاص هديت وبقيت كويس متقلقش
ثم زفر وهو يعيد ظهره الى الوراء ويستند إلى ظهر كرسيه وهو ينظر لفارس قائلا
الحمد لله أنا كده أتأكدت أنى أخترت صح من الاول
أنتهت نورا من عملها وأنصرفت من المكتب وما ان هبطت للاسفل حتى وجدت خطيبها رامى ينتظرها امام البنايه داخل سيارته الصغيرة..أبتسمت ابتسامة صغيرة وأستقلت السيارة بجواره فأنطلق بها وهو يقول
وحشتينى يا نورا شكلك مرهق أوى النهارده
نظرت له وقد بدا عليها الارهاق بشده وهى تقول
ما أنت عارف يا رامى شغلنا متعب أزاى
أنا مش عارف ايه اللى جابرك على كده منا قلتلك كفايه بقى من زمان بس أنتى اللى مصممه تشتغلى مش عارف ليه ..
كان يتوقع أن تتكلم بحدة كعادتها عندما تأتى سيرة عملها ولكنها هذه المره قابلت الحديث بصمت
وهى تستند براسها للخلف وتقول
هبقى افكر فى الموضوع ده تانى
أغمضت عينيها بأسترخاء ولكن فجأه فتحتهما وكأنها تذكرت شيئا وقالت بأهتمام
عاوزه اخد رأيك فى حاجه مهمه
قولى يا نورا انا سامعك
قصت عليه ماحدث فى المكتب اليوم من شد وجذب مع هذا الرجل ولكنها لم تذكر له رد فعل فارس
وأكتفت بما فعله الدكتور حمدى ثم قالت تختبره
أنت ايه رايه يا رامى لو كان الراجل ده عرض عليا القضيه أشتغلها لحسابى اوافق ولا لاء
قال بسرعه وبدون تفكير
لاء طبعا ده راجل معندوش ډم ولا ضمير ده كويس أن الدكتور حمدى طرده بس ده لو كنت انا كنت طبقت فى زمارة رقبته
حتى لو كان هيدفعلى الفلوس اللى أنا عاوزاها
قال پغضب
حتى لو كان هيدفع مال قارون دى هتبقى فلوس حرام
أبتسمت نورا وهى تسترخى بجسدها بالكامل للوراء وتسائلت ...
لماذا اذن لم تكن ترى خطيبها يحمل تلك المشاعر النبيله والضمير اليقظ من قبل ...
هل لانها لم ترى إلا فارس فقط أم لانها كانت تحكم على رامى مسبقا دون ان تعرف شيئا عنه او تحتك به عن قرب كما كان يحدث هذا يوميا مع فارس تعددت الاسباب والحكم واحد فى النهايه ..
لا تعلم لماذا بدت صورة فارس أمام عينيها تتلاشى لتحل محلها صورة رامى الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة .
.حانت منه ألتفاته إليها فرأى نظرات الحب التى لم يرها ابدا فى عينيها منذ أن عقد قرانها ..
فأوقف السياره جانبا وظل ينظر إليها بحب وشوق لتلك النظرة المطلة من عينيها ..فقالت
وقفت العربيه ليه يا رامى
ابتسم وهو يقول
اصل أنا معرفش أحب وأسوق فى نفس الوقت بصراحه
عاد فارس لمنزله فى اليوم التالى سريعا بعد صلاة الظهر ليلحق بميعاد الغذاء مع والدته حتى لا تأكل وحدها
وهو ما يزال مشدوها مما حدث يوم أمس فى المكتب ومما سمع من هذا الرجل ..
ربتت والدته على رأسه بحنان وهى تهم بالجلوس بجواره حول مائدة الطعام ...نظر لها بابتسامته العذبه فقالت
مالك يابنى من ساعة ما رجعت وأنت سرحان وبالك مشغول
ما كادت أن تنهى عبارتها حتى سمعت طرقا على باب الشقة ..نهض فارس سريعا وأتجه ليفتح الباب
فوجد أم يحيى أمامه ويبدو عليها علامات العجلة والتوتر وقالت
أسفه والله يا استاذ فارس هى الست أم فارس موجوده
نادتها أم فارس من الداخل
تعالى يا