الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 21 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


بالسؤال شعر بالإرتباك وصمت قليلا وهو ينظر إليها فقالت 
ايه مش لاقى إجابه ولا محرج تجاوب
رفع حاجبيه بدهشة وقال يعنى ايه محرج أجاوب
أرتسمت على جانبى شفتيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول 
يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى علشان كده محرج تجاوب صح
زال الارتباك الذى كان قد شعر به كليا وشبك اصابع كفيه امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه 

لا مش صح
فقالت بسرعه 
أومال سكت ليه مكنتش محضر إجابه
هز راسه نفيا وقال بثقة أكبر
لاء مش علشان مكنتش محضر إجابه علشان خاېف اجابتى تسببلك أحراج
رفعت كتفيها وأخفضتهما سريعا وهى تنظر إليه قائلة
لا عادى مفيش إحراج ولا حاجه
نظر فى عينيها بعمق وقال بهدوء
علشان بحبك
أحمرت وجنتيها تلقائيا وخفضت عينيها فتابع حديثه
بحبك من زمان من زمان أوى من واحنا لسه فى الثانويه العامه
بالتقريب كده من ساعة ما مشاعرى ابتدت تتحرك أساسا وأعرف الحب
كانت تستمع اليه فى توتر وحياء وتكاد تقطع شفتاها من كثرة الضغط عليها بدون وعى
فقال وهو مازال ينظر إليها ويتابعها حركاتها وسكناتها 
عرفتى بقى مكنتش عاوز اجاوب ليه
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا كلماته ونظراته أخترقت خجلها وشعرت انه يرى قلبها من خلف ضلوعها وهو ينبض پعنف ويتابع أندفاع دماء جسدها كله من خلف شراينها إلى وجهها وراسها لامت نفسها على السؤال الذى طرحته والذى كان السبب فيما قال
كانت تعرف ان عمرو جرىء ومندفع ولكن لم تكن تعلم انه من الممكن ان يقول ما قال بهذا الشكل المفاجىء والصريح لابعد الحدود بل وكأنه كان يود أن تسأله هذا السؤال ليفصح عن مكنون قلبه ومشاعره تجاهها
فنهضت وقد تحشرج صوتها وهى تقول طب عن أذنك
ودخلت فى سرعه فى أتجاه غرفتها وهى ترى ما حولها باللون الاصفر أو هكذا يبدو
استقبلتها عبير وهى تنظر لوجهها بدهشه قائلة جيتى بسرعه كده ليه هو أنتى لحقتى تتكلمى معاه
وضعت عزة كفيها على وجنتيها تتحسس حرارتهما وهى تقول باستنكار 
لو كنتى سمعتى كلمه واحده من اللى قالهالى كان زمانك قمتى من بدرى
أبتسمت عبير وقالت بشغف 
قالك ايه
نظرت لها عزة بخجل وقالت بخفوت
سألته سؤال واحد بس وياريتنى مكنتش سألت أحرجنى اوى يا عبير ووقالىقالى بحبك من زمان 
ضحكت عبير ثم وضعت كفها فوق فمها لتكتم ضحكتها وقالت
مش بقولك رخم 
نظرت لها عزة بعتاب وقالت 
فرحانه فيا يا عبير ماشى
عبير أبدا والله بس مستبشره خير ها رأيك ايه بقى
قالت عزة بشرود 
مش عارفه يا عبير محتاره اوى ومش عارفه اقرر لسه
عبير طب بقولك ايه أنتى تستخيرى الاول وبعدين تقررى وان شاء الله خير
غادر عمرو واسرته منزلهم وجلست والدة عزة وزوجها فى غرفتهم وهى تقول 
ها يا ابو عبير رأيك ايه
قال بتاكيد مانتى عارفه انى معنديش مانع يا ام عبير المهم رأى عزة كلميها وشوفى نرد عليهم نقولهم ايه
قالت بلهفه 
لا كلمها أنت هى بتسمع كلامك
هز راسه نفيا وقال 
لاء انا هتكسف مني انتى امهاكلميها واعرفى منها بالظبط رأيها ايه ولو عاوزه وقت تفكر براحتها خالص الولد اصلا لسه قدامه شويه
دخلت والدة عزة غرفة بناتها وجلست بجوارهم لتعرف رأى ابنتها ولكنها وجدتها مرتبكه ولم تحدد رأيها بعد
ومازالت متردده فقالت لها عبير
خلاص يا ماما أحنا اتفقنا أنها تستخير الاول وبعدين نشوف 
نظرت عزة الى والدتها وقالت برجاء
ماما انا عارفه انك انتى وبابا متحمسين لعمرو وبتحبوه بس من فضلكم متتغطوش عليا وسبونى افكر على مهلى
قالت والدتها بدهشه 
ومين قالك انى جايه اضغط عليكىانا جايه اعرف رأيك بس مش أكتر 
عزة يعنى بابا مش هيضغط عليا علشان اقول رأى بسرعه
الام لاء بالعكس ده هو اللى قالى أسيبك تفكرى براحتك وقالى انه مش مستعجل علشان عمرو لسه قدامه شويه على ما يجهز
نظرت لها عزة باستنكار وقالت بحنق
اومال لما هو مش مستعد دلوقتى مستعجل ليه وكان عمال يزن على بابا كل شويه
استندت والدتها الى ظهر السرير ورفعت حاجبيها وهى تقول مداعبه 
أصله خاېف حد تانى ياخدك منه
ضحكت عبير من اسلوب والدتها وطريقة القائها للعباره وشعرت عزة بالډماء تتصاعد لوجنتيها مرة اخرى
تبا لهذا العمرو الذى يدفع الډماء إلى راسها بين الحين والاخر بكلماته سواء ألقاها هو ام ارسلها لها عن طريق غير مباشر
أنطفأت الانوار وخلد كل الى فراشه وقد سكنت العيون ولكنها لم تستطع النوم جافاها النوم 
وعصتها عيناها فلم تستجب لها ظلت مفتوحة طوال الليل عبير
ولكن من هو الذى سيستنشق عبيرها المقيد بداخلها ومتى سيخرج للنور 
مابكى يا عبير لماذا تعانين ما هذه المرارة التى تشعرين بها 
لعلها مرارة الوحدة نعم هى ذاكالوحدة التى تشعر بها رغم كل البشر حولها والاهل والجيرة الطيبه ولكنهى امرأة أنثى رغم كل شىء بداخلها طاقة حب لا تعرف كيف توجهها والى من تمنحها 
هى أنثى أتمت الثلاثون من عمرها ومازال فراشها باردا خالى بل ومتجمد
ولو أن أختها لم تشاركها نفس الغرفه لشعرت انها ملقاة بالصحراء تكاد وحوش وحدتها تلتهمها وهى فريسة وحيدة بلا مأوى فأين هو المأوى وأين هو المستقر الدافىء نعم ملتزمه ومنتقبه ولكنها ليست متبلدة المشاعر متجمدة الحس ليست جماد ولكن ايضا ترفض أن تكون ريشة بمهب الريح لتحركها الشهوات كيف تشاء
فتذهب مترنحه وتعود خاوية فتتلمس ركعتين فى جوف الليل تناجى ربها يتبع
وقف عمرو أمام هذا المبنى الكبير الكائن فى أحد الأحياء الراقيه فى قلب القاهرة وتنقلت عيناه بين الافتات الكثيرة فى ذلك المبنى الضخم ما بين لافتات عيادات أطباء كبار وبين شركات متنوعه أستيراد وتصدير ومقاولات وشركات هندسيه .. وهنا توقف نظره على أحدى الافتات الكبيرة والتى من الواضح أنها تحتل أكثر من ثلاثة طوابق فى المبنى الكبير ... مشى ببطء داخل ردهة شركة الهندسه الخارجيه يتأمل الفخامه والديكور المميز الذى يدل على ذوق رفيع وبذخ فى الانفاق..
ظل يجول ببصره حتى سمع صوت أنثوى يقول بلباقة 
أهلا وسهلا يا فندم أقدر أساعد حضرتك أزاى 
أنتبه على صوت السكرتيرة ونظر إليها متفاجأ وقال هه..اه..أنا المهندس عمرو مصطفى عندى معاد النهارده مع صاحبة الشركة
أبتسمت السكرتيرة وهى ترفع سماعة الهاتف وتضغط أحد الازرار قائله 
البشمهندس عمرو مصطفى وصل يا فندم
وضعت السماعه ونهضت واقفة وسارت أمامه وهى تشير للداخل قائله بروتينيه
أتفضل يا بشمهندس ...
فتحت الباب وأشارت له بالدخول وأغلقت الباب خلفه ..خطى عمرو داخل المكتب وهو ينظر الى تلك المرأه القابعه خلف مكتبها تنظر له بابتسامه وعينين متفحصتين...مدت يدها وصافحته قائله
أهلا وسهلا يا بشمهندس ..اتفضل أرتاح
ثم قامت بالتعريف بشخصها قائلة
أنا البشمهندسه الهام مديرة الشركة ومرات البشمهندس علاء صاحب الشركه
أبتسم عمرو وهو ينظر إليها جالسا..كانت امرأة فى أواخر العقد الرابع من عمرها شارف الزمان على طوى نضارة شبابها ولكن من الواضح أنها تعانده بشده وتصر على محاربة الايام بالازياء الحديثة التى لا تليق بعمرها والزينة المتكلفة التى هى سلاحھا الدائم فى هذه المعركة و من الواضح أنها قاتلت فيها باستماته فلم تخسر منها الكثير...
كانت
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 99 صفحات