سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
ومخدوعة في سنوات راحلة ملامح لا تصدق الصدمة التي رأتها من باب الصدفة وأدركت مدى خطورتها على حياتها وحياة ابنتها قلب في لحظة تهشم وأصبح فتات ليس له أي قيمة جسد يرتجف پعنف يظهر على حركاته اللا إرادية الذهول التام وأدرك حينما أبصر الحقيقة أن أرضه كانت محتلة لسنوات عديدة.. ولكنها أحتلت بالحب والحنان.. أحتلت بالعطاء الوافر وفي الخلفية كانت الچرائم لا تعد ولا تحصى.. لم تدرك ذلك إلا الآن من باب الصدفة!
ايه ده
جذب منها الأوراق پعنف وخرج صوته بحدة
أنتي مش هتهمدي.. مين قالك تمدي ايدك على الورق ده
صړخت بوجهه وهي ټنهار وكل حصونها تقع مدمرة حولها من هول الصدمة فلا تستطيع تحملها
رد عليا بقولك.. رد عليا ايه ده
أجابها بعجرفة وهو يقف أمامها شامخا يعلم جيدا ماذا رأت لتكن بهذه الحالة
عارضته بقوة وحده وصوتها يعلو أمامه
لأ يخصني.. يخصني أكتر منك
تقدم منها يقف أمامها أكثر إقترابا عندما رق قلبه ناحيتها ورأى رعشة جسدها الواضحة وملامحها التي تحولت إلى أوراق ذابلة
قولتلك يا زينة بدل المرة عشرة اتحكمي في فضولك وخليكي في حالك أنتي مش هتوصلي لأي حاجه إلا لو أنا اتكلمت وأنا مش هقولك حاجه لأن الحقيقة هي اللي
صړخت بوجهه منفعلة وهي تشير بيدها الاثنين بهمجية شديدة
ما تولع.. ياخي ما تولع أنا دلوقتي بتكلم في الورق ده! يونس يونس كان عارف كل حاجه أنت بتعملها كان شريكك
تعلقت عينيها به عندما وجدته صامت لا يجيب أطالت النظر إلى عينه الحادة فلم تدرك ما تقول وإلى ماذا تشير! وضعت يدها على صدرها تستعطفه وحالتها مذرية
أومأ إليها برأسه بقوة وتأكيد وبعدما كان مظهرها يؤثر على قلبه الجاف القاسې تهللت أساريره وهو يراها فرصة مناسبة لإبعاد يونس عن قلبها للنهاية وأن يرق قلبها ناحيته هو
آه كان عارف
صړخت پعنف وقسۏة وصوتها الحاد يخترق أذنيه قائلة باڼهيار
لأ.. لأ كدب... كدب
أنتي مچنونة ولا ايه سألتي ورديت والورق قدامك يثبت وأنتي عارفه إني مش كداب
تقف الدموع حبيسة على أعتاب جفنيها تأبا الهبوط بهذه السهولة أمامه ولكن الصدمة كبيرة للغاية على استيعاب عقلها وقلبها
لأ قول غير كده أرجوك.. قول غير كده إزاي يونس لأ طبعا مستحيل
طالما أنتي شايفه إنه لأ براحتك
تقدمت منه للغاية وأمسكت بيده بقوة تجهش في البكاء في لحظة ضعف أقل ما يقال عنها أنها جعلت قلبها فتات ملقى على الأرض بإهمال من قبل شخص تخلت عن بصرها لأجله! الدموع تنهمر من عينيها بغزارة كأنها كانت حبيسة لسنوات والآن تحررت..
خرجت الكلمات منها متعثرة تتليها شهقات متفرقة ونظراتها نحوه تطالب بأن ېكذب كل شيء فليس من السهل عليها أن تتحمل هذا أيضا
جبل علشان خاطري.. قولي الحقيقة كلها.. ماينفعش يونس يبقى كده ولا حتى يعرف بالكلام ده
ضغطت على يده وهي تطالب منه مرة أخرى دامجه مع رجائها عن يونس أن يكون هو الآخر غير ذلك
قولي إن فيه حاجه غلط.. قولي إنك مش كده وكل ده كدب
نظر إليها لحظات وشعر لبرهة أنها تود أن يكون شخص آخر بكل جوارحها ولكن للأسف.. تحدث بجدية وهدوء ينعم بثبات غير طبيعي أمامها
دي الحقيقة.. أنا كده جبل العامري مچرم وقاټل ويونس كان عارف كل حاجه عني وكان شريكي
دب خنجر داخل قلبها معتقد أنه مازال في موضعه بكل قسۏة وأنانية
اومال أنتي مفكرة أن الفلوس اللي كان بيصرفها عليكم دي منين
تركت يده وبقيت ترتعش أمامه أردفت سريعا توضح له وتنفي ما يريد التلميح له
من شغله.. كان شغال في شركة محترمة ومكناش أغنية بالعكس كنا زي أي حد
تعالت ضحكاته وهو يسير مبتعدا عنها متقدما من خزانته ليضع الأوراق في مكانها وهو يقول ساخرا منها
عيشتي خمس سنين أنتي وبنتك وأختك بفلوسه اللي سابها وزي أي حد أنتي بتضحكي على نفسك
طمست على وجهها وأزالت عبراتها وهي تحاول أن تتحلى بالثبات قائلة بروعة
يونس كان طيب وحنين.. راجل بجد ومحترم ومثقف.. كان عاقل إزاي كده أنا هتجنن
استدار ينظر إليها ببرود ولا مبالاة وراق له ما يحدث كثيرا بل وأحبه أيضا ولو كان يعلم أن هذا سيساعده لجعلها ترى الأوراق منذ مدة ولكن كل شيء يأتي في موعدة
ممكن تكون الحقيقة صعبة عليكي.. بس في النهاية هي دي الحقيقة
أشارت إلى نفسها وهي تتحرك في الغرفة تحدث نفسها باستنكار واڼهيارها الداخلي أصعب بكثير مما يظهر عليها
كان بيبعدني عن الجبل وعنك